في تصنيف منوعات عامة بواسطة
عُدل بواسطة

هل القات حرام عند السنة و الشيعة, اسلام ويب, القات حرام او حلال

 أولاً : رأي بعض العلماء اليمنيين في القات

الدكتور/ حسني الجوشعي

 القات هل هو حرام, نبات, حرام شرعا, شجرة القات, هل تناول القات حرام, هل بيع القات حرام او حلال

رأي الشيخ الأستاذ الدكتور عبد الوهاب الديلمي وزير العدل السابق الأستاذ بجامعة الإيمان وجامعة صنعاء:

وهنا فإنني أنقللكم حرفيا كلمة الأخ أ.د. عبدالوهاب الديلمي التي القاها في ندوة شاركت فيها معه وعقدت قبل عدة سنوات وبالتحديد في 12 فبراير 2001 ونظمتها كلية العلوم الطبية بجامعة العلوم والتكنولوجيا بالقاعة الكبرى بكلية البنات عندما كنت عميداَ لكلية الطب, وقمنا بتنظيم ندوة بتاريخ 12 فبراير 2001 لتوعية شباب الكلية وكذا لتوعية المجتمع بأضرار القات الصحية والاجتماعية والاقتصادية وتحدث الأخ أ.د. عن الجانب الشرعي في هذه الندوة.

     الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:

     أضرار القات المذكورة كافية للحكم بالتحريم:

        تعرفون يا أبنائي أن مجامع الفقه الإسلامية في العالم الإسلامي إذا أرادات أن تصدر أي حكم شرعي عن قضية من القضايا المستجدة التي ما كانت معروفة عند السلف الصالح, فإنهم يستدعون أهل الاختصاص سواء في الجانب الاقتصادي أو في الجانب الطبي، أو في أيّ جانب من الجوانب, لأن الحكم على الشيء فرعٌ عن تصوره، فبعدما تتضح الصورة عند علماء المجمع الفقهي فإنهم يُصْدِرون الحكم الشرعي.

      هذه المعلومات التي طرحها الدكتور حسني الجوشعي لو سمعها علماء في أي مجمع من مجامع الفقه الإسلامي لأصدروا حكماً بالتحريم بدون شك ولا ريب.

        الإمام الشاطبي في (الموافقات) والإمام ابن العربي في (تفسير آيات الأحكام) و الرازي في تفسيره والإمام الشوكاني في تفسيره عند قوله سبحانه وتعالى: (لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) سورة النور. كل أهل العلم يقولون: إنه ليس في الدنيا خيرٌ محضٌ ولا شرٌّ محض، والحكم على الشيء بِخيريَّته باعتبار الأغلب إذا كان غالبه الخير، والحكم على الشيء بِشريَّته كذلك بالنسبة للأغلب إذا كان غالبه الشر.  والخير المحض في الجنة والشر المحض في النار.

     ومعنى هذا أن أي شيء في هذه الدنيا تناول الناس دراسته وفحْصه, وعلموا أن الخير فيه أغلب, فهو حلال، والشيء الذي يعلمون أن الشر فيه أغلب, فهو حرام.

ما حكم مضغ القات, حكم تخزين القات

     هذه القاعدة معلومة عند أهل العلم, فإذا افترضنا أن القات فيه نسبة من الخير كما قال الدكتور حسني, لأنهم يقولون مثلاً, إن فيه نسبة من فيتامين سي, فما مقدار نسبة هذا الخير من تلك الشرور و الأضرار الكثيرة المتفق عليها عند أهل الاختصاص ؟!

     القات عدوُّ القُوت:

 إذا كان الغربيون الذين سقطوا  في شهواتهم يمنعون القات وهم ليسوا أهل قِيَم, لكنهم يحرصون على صحتهم و الحفاظ على أجسامهم ليتمتعوا في الدنيا دون نظرٍ للآخرة. إذا كان هؤلاء توصَّلوا إلى منع القات لأنه مصنَّفٌ في المخدرات،

   فالمؤمنون أولى أن يدركوا هذه الأضرار وأن يكونوا أكثر تجنُّباً للقات. وشيء آخر أُحب أن أقوله لأبنائي وهو, إذا كانت هذه الأضرار التي ذكرها الدكتور حسني  هي في جانب صحة الإنسان ، وهي من أخطر الأضرار، فإنني أحب أن أتحدث عن بعض الجوانب الأخرى.

ما حكم تناول القات

يتبع أسفل

--------------------

  • حكم القات اسلام ويب
  • حكم القات الزنداني
  • حكم القات شرعا
  • حكم القات في الاسلام
  • حكم القات واضراره
  • حكم تخزين القات وتناوله
  • حكم نبتة القات
  • حكم مستخدم القات
  • حكم اكل القات مع الدليل
  • حكم القات في الشريعة الإسلامية pdf
  • حكم القات في كتاب الفقه
  • حكم القات في الشريعة الإسلامية
  • حكم القات في الشرع
  • حكم القات عند علماء اليمن
  • ما حكم القات عند علماء اليمن
  • حكم اكل شجرة القات

القات في اليمن, اليمني,فتاوى, هل القات حرام, قات,الله, هل القات مخدرات, الشيخ, هل القات مخدر,القات غالي ,اكل ,القات الهرري , القات في جيزان,القاتو, #القات, مخدر, ما حكم القات ؟,القات في امريكا

حكم تناول تخزين , ولماذا, السيستاني, فلوس القات حرام, تخزين القات, مع الدليل

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة
مختارة بواسطة
 
أفضل إجابة

رأي الشرع في القات

تابع...

    تعلمون يا أبنائي كيف أصبح القات في بلدنا اليوم يكتسح الأرض على حساب الحبوب وهي القوت الضروري. القات مصيبة, اكتسح معظم الأرض في اليمن على حساب القوت وعلى حساب مزروعات أخرى مفيدة كالقطن والعنب والخضراوات وغيرها.

     الدكتور عبد الله النفيسي، رجل مشهور في عالم السياسة، يقول: أربعة أشياء لا تفرِّط بها أمريكا وبها تتحكم في العالم، والأشياء الأربعة هي:

1) البترول: فلا تستطيع أي دولة من دول العالم الثالث أن تمنع تصدير البترول لأمريكا! و لو حصلت محاولة فربما تحتل أمريكا منابع البترول في تلك الدولة .

2) التقنيات الحديثة: وخاصة ما يتعلق منها بالأسلحة الفتاكة, فتتحكم بها أمريكا للسيطرة على العالم.

3) ما يسمى بالنظام العالمي الجديد: و تعمل أمريكا من خلاله على أن تستعمر العالم.

4) القمح: وهو محل الشاهد هنا، فأمريكا وكندا واستراليا، تزرع كميات هائلة من القمح وتُصَدِّره للعالم وتستفيد من أمرين: الجانب المادي، فتصدير القمح يُدِرُّ عليها أموالاً كثيرة جداً ، ولذلك فإنها تضع حداً أو سقفاً معيناً لسعر القمح لا ينزل عنه، فإذا فاض القمح عندهم يرمونه في البحر للحفاظ على سعره ولا يعطونه للعالم الثالث مع علمهم أن العالم الثالث يعيشون في فقر وفي مجاعة، والجانب الثاني أنهم يتحكمون بالقمح  في مصائر الأمم.

   والأمر الثاني هو التحكم في سياسة الدول من خلال التحكم في قوت هذه الدول وأذكر مرة ونحن في مكة ندرس في جامعة الملك عبد العزيز، سمعنا محاضرة من الدكتور محمد قطب نسأل الله أن يحفظه وأن يرعاه وأن ينفع به الإسلام والمسلمين، و بعد انتهائه من محاضرته سأله أحد الحاضرين: لماذا الإخوان المسلمون في مصر مع مضي كل هذه الفترة الطويلة لم يستطيعوا أن يحكموا أو يصلوا إلى الحكم في مصر؟ قال له: يا بُنَيَّ لو وصل الإخوان إلى الحكم ـ وأمريكا لا تريدهم أن يحكُموا ـ فأمريكا ستفعل شيئاً واحداً, ستمنع القمح عن مصر, وإذا منعت القمح عن مصر, فالناس ربما يكفرون بالإسلام, و ليس فقط بالإخوان!!

    انظروا في بلدنا مثلاً, نحن نشجع زراعة الفاكهة، والغربيون لا يمانعون في ذلك، وتعلمون أن الفاكهة لا تقبل الادخار، إلا إذا خزنت في ثلاجات معينة، لكن القمح و سائر الحبوب جعلها الله قابلة للادخار، لأن الله جعلها قوام حياة الناس.

     سمعت أحد الدكاترة في السعودية وهو من أصل حضرمي يقول: لما بدأت السعودية تساعد الفلاحين في زراعة القمح والحبوب, وبدأت تبني مصانع الغذاء, ثم أخذتْ تصدر الحبوب إلى روسيا وإلى أفريقيا، جاء كيسنجر وهو يهودي معروف وكان يومها وزير خارجية أمريكا, جاء إلى السعودية والتقى وزير الزراعة السعودي وقال له: لماذا تهتمون بزراعة القمح ، مع أننا نعطيكم القمح بتكلفة بسيطة؟ إنكم تكلفون أنفسكم تكاليف كبيرة بزراعة القمح, فكان الرد من وزير الزراعة السعودي ردّاً حاسماً ومُفْحِماً عندما قال له: ولماذا أنتم تتعبون أنفسكم بصناعة السيارات، وفي إمكانكم أن تشتروا السيارات من اليابان بتكلفة بسيطة؟! يريد أن يقول له إن الاكتفاء الذاتي مهم،

فكما أنكم تكتفون ذاتياً بصناعة السيارات وغيرها في بلدكم، فنحن أيضاً نسعى إلى الاكتفاء الذاتي بزراعة القمح.  فلما لم يستطع أن يُثْنِيَه عن هذا التوجه جاء بعد أيام وعقد مؤتمراً صحفيّاً في الرياض وهدد السعودية بأسلوب غير مباشر بالتدخل، فاضطرت السعودية إلى أن تمتنع من زراعة القمح إلا بكمية بسيطة جداً.

    و هذا هو الواقع العملي في بلدنا, إن عدم زراعة الحبوب واستبدالها بالقات و نحوه  هو بوابة للاستعمار, الذي يزرع القات ويأكل القات ويتاجر في القات يُسْهِم في تدمير البلد و في تدمير الأمة. يجب أن تعرفوا هذا على الأقل من الناحية الاقتصادية العامة.

     القات عدوُّ الأُسْرة:

     و أنتم تعلمون كذلك كارثة التدني الاقتصادي وضعف دخل المواطن اليمني، فهو لا يحصل من مرتبه على ما يكفي زوجته وأولاده. قل لي بربك كيف يصنع هذا الذي يأكل القاتبألف ريال أوألف وخمسمائة ريال يوميا؟! كنا قبل أيام في سيارة أجرة وكان السائق يأكل القات، أحد الشباب كان معي وكان لا يأكل القات، فسأله السائق لماذا لا تخزِّن؟ قال له: لا أخزن، لأن القات شرٌّ و بلاء!! فقال السائق: نعم صدقت. والله أنا أخزن بألف وخمسمائة ريال في اليوم. كل ما أحصل عليه من دخْل من هذه السيارة أصرفه في القات!! فقلت له: هل تصرف مثل هذا المبلغ لأهلك وأولادك؟  قال: لا والله.

        بعض الناس مستعد أن يصرف أي مبلغ لإرضاء شهوته في القات ويُطْعِم أولاده أرْدأَ الطعام، أو يتركهم بغير طعام. كل ذلك من أجل إشباع شهوته, ما أظن أن أخاً عاقلاً في بلدنا ينكر هذا الكلام.الإنسان الذي أدمن على القات لا يستطيع أن يترك القات، قد يلجأ إلى الحرام, يأخذ الرشوة, يحتال للحصول على المال بأي طريقة,أنا أعرف أناساً باعوا أشياء ثمينة في حياتهم ليحصلوا على القات.  أخبرني أحد جيراننا أن أخاه باع بيته بسبب إدمانه على القات!!

     عجباً لهؤلاء الذين يدمنون على القات! إنهم يغلقون أبوابهم على أنفسهم، ويعيشون داخل الجدران الساعات الطويلة, ويرمون أولادهم في الشوارع، ولا يهتمون بتربيتهم ولو أراد  الولد من أبيه  قلماً أو دفتراً أو حقيبة للمدرسة يبخل عليه، ويعيش الولد حياة كئيبة وهو ينظر إلى زملائه كيف يعيشون. ما الذي ننتظره لهذا الولد في النهاية عندما يعامله والده بهذه المعاملة؟  كيف سيتربَّى هذا الطفل؟ وإذا كانت الأم أيضاً تأكل القات فهي كارثة أخرى, تذهب الأم إلى أماكن تجمعات النساء لتناول القات فلا تلتفت إلى أولادها!.. أي كوارث هذه التي نعيشها؟ إنها ملموسة ولا أحد يستطيع إنكارها.

     لما جاء مهاتير محمد عندما كان رئيسالوزراء دولة ماليزيا الشقيقة وكلنا نعرف ما وصلت إليه ماليزيا من رفعة وتطور, وعندما عرف عن حياة اليمنيين وكيف غزى القات حياتهم وأثر سلبيا على حياتهم الصحية والإجتماعية والإقتصادية وعرف أن قطاعاً كبيرا من اليمنيين لا يستطيعون أن  يعيشوا بدون القات .. قال لا يمكن أن تقوم لهذا البلد قائمة مادام القات موجوداً فيه.

     يتبع...

بواسطة

..تابع (1)

القات و ضعْف الإيمان:

     كثير من الناس يقول: أنا لا أنشط للصلاة إلا بالقات، ولا أنشط للعبادة ولا للقراءة إلا بالقات, أيُّ إيمانٍ هذا الذي لا تحركه إلا هذه الشجرة التي دمرت الأمة؟ هل هذا إيمان؟

    هؤلاء السلف الصالح كان يترك الواحد منهم مئات المؤلَّفات ونحن اليوم نعجز عن قراءتها, وتركوا لنا هذه الثروة الهائلة من العلم والمعرفة.  فإنهم جاهدوا وأفتوا وعلَّموا ودرّسوا وقضَوا وحجُّوا, وفعلوا كل هذا بدون قات ويأتي اليوم من يقول: ما نستطيع أن نصلي إلا بالقات، أيُّ إيمان هذا؟.

      جامعتنا جامعة الإيمان أخذت هذا الاسم العظيم من الإيمان، فنريد من كل منتسب إليها أن لا يلتفت إلى هؤلاء، تريد أن يتمثل الإيمان الحق بكل جوانبه.  لقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يخاف على المؤمن من الأمور المشتبهة عندما قال : (الحلال بيِّنٌ والحرام بيِّنٌ, وبينهما أمور مشتبهاتٌ لا يعلمهن كثيرا من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه, و من وقع في الشبهات وقع في الحرام ) متفق عليه .

     لو كان القات من المشتبهات لكان من الواجب اجتنابه فكيف و هو كما قد علمنا يحمل  إلينا كل هذه الأضرار؟  أي إيمان لطالب العلم الذي يريد أن يكون قدوة لغيره، في العلم والتزكية والتربية والسلوك و هو واقعٌ في حمْأَة القات؟

     إن الإنسان الذي يريد أن يعيش هموم الأمة، مستحيلٌ عليه أن يكون كذلك إذا كان يعيش هموم شهوته! إن الذي يسقط عند شهوته وهو يبحث عن إشباعها، كيف يحمل هموم الأمة؟ كثير مِن الذين ينتسبون إلى العلم  يتكلمون على الأحوال والأوضاع، و يطلقون شعارات عظيمة، لكننا لا نرى آثاراً .. لماذا ؟ لأن السقوط في الشهوات يجعل الهِمَم ساقطة. فمتى نرى من المنتسبين إلى العلم قدوة صالحة؟ متى يتجردون للحق؟  متى يترفعون عن الشهوات؟

     من الأمور التي تقوِّي الإيمان العلوم الإسلامية المتنوعة، و قيام الليل والصيام والخروج الدعوي وغير ذلك من الأعمال التي تجعل الإنسان في مكانة رفيعة من الإيمان، لكن أين ذلك؟ إن ضعف الإيمان بسبب ضعْف الأعمال وقلَّة العِلم الذي يُثْمِر الخشية، أليس الله عز وجل يقول: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) فاطر.  

إن الذين تجردوا لله عزَ وجل في طلب العلم والعمل به هم الذين ينالون الخشية، و ليس الذين يجعلون العلم الشرعي قنطرة للدنيا فيحرصون من العلم على الشهادات والوظائف والوجاهة فتذهب عنهم بركة العلم.  إن الإنسان الذي لا يطلب العلم لله، و لا يحرص على خشية الله، لن يشْتَغِل همُّه و تفكيره بما يرفع المعاناة عن الأمة, نحن نريد كل فرْدٍ بأمة. لا نريد أعداداً من الناس يمثلون  أصفاراً على الشمال. نريد دعاة و نريد علماء ربانيين يعرفون ما يُنتظَر منهم، و لا تأسرهم الشهوات. لقد سمعت أن بعض طلاب العلم يأكلون القات، و يؤْثِرون أكل القات على حضور الجماعة في المسجد للأسف الشديد,فهل هؤلاء قدوة؟ وأعظم كارثة عندما يكون الذي يُدرِّس ويُعَلِّم ويربِّي يأكل القات, كيف يريد الناس أن يتبعوه في جوانب الخير وهو قدوة سيئة؟  إخواني، أبنائي: فتِّشوا عن أنفسكم, فتشوا عن حياتكم, تخلَّصوا من العادات السيئة, لا نريد أن نكون في حياتنا أَسْرَى للعادات, ما الفرق بينك وبين أيّ إنسان، إذا كنت واحداً من الذين سقطوا في هذه الشهوات؟  لا فرق.  العِلْم همَّةٌ وتَمَيُّزٌ و سلوك.

بواسطة

.. تابع (2)

القات دراسة تأصيلية شرعية:

    فإن الله تعالى جعل التحليل والتحريم حقاً له سبحانه، لا يقتحم حماه أحد من الخلق إلا ما يأتي عن المعصوم (صلى الله عليه وسلم) الذي قرن الله سبحانه طاعته بطاعته، ولم يحوج الله تعالى الخلق إلى الرجوع في هذا الأمر إلى أحد غيره.. فقد جاءت نصوص الشرع في الكتاب والسنة موضحة ومبينة لأحكام الله تعالى، كما أن الأصل في الأشياء الحل، ولا يُحكم على حرمة شيء إلا بدليل لقول الله تعالى: (أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ) لقمان20، وقوله سبحانه وتعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً)  البقرة 29، وقد حرم الله عز وجل أموراً كثيرة بالغة, فالله سبحانه وتعالى قامت أحكامه على الحكمة البالغة، فهو المنزه عن العبث، من أجل ذلك حرم الله سبحانه وتعالى كل ما من شأنه أن يحدث ضرراً على الفرد، أو الأسرة أو المجتمع ، ولذلك بنيت الشريعة الإسلامية على جلب المصلحة ودرء المفاسد، وشدد الإسلام على حماية الضروريات وهي الدين والنفس والعقل والمال والعرض، وحرم كل ما يؤدي إلى الإضرار بها, بل شرع الحدود للزجر عن التعرض لها بأي شيء من الأذى.

        ولم تنص الأدلة على حرمة كل فرد من المحرمات، بل نصت على حرمة أشياء بعينها، ووضعت قواعد عامة يندرج تحتها سائر المحرمات، إذا تحققت فيها علة التحريم، وهو الضرر، وقوله تعالى (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنْ الرِّزْقِ) الأعراف 32 ،إشارة إلى عدم حل الخبيث، وهو ما غلب ضره على نفعه وفي موضع آخر يقول الله تعالى مبيناً مهمة الرسول (صلى الله عليه وسلم) : (يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ) الأعراف 157.

     ولذلك فإن من تناول شيئاً يعلم ضرره، وإن لم يكن منصوصاً على حرمته، كالذي يشرب مادة البترول أو الغاز أو يأكل التراب، أو غير ذلك، فإنه آثم بل لو مات بسبب ذلك كان قاتلاً لنفسه وهذا يدل على أن الشارع لم ينص على تحريم كل فرد من المحرمات، بل نص على بعضها، واندرج كثير منها تحت قواعد عامة مثل : قاعدة : (لا ضرر ولا ضرار) ، وهذا الحديث النبوي الشريف قد صار قاعدة أصولية معروفة، وهو حديث مرفوع، رواه ابن ماجه (2340 و2341) وأحمد 1/313، والبيهقي في السنن الكبرى 6/69 ، 70/157 ، 10/123 ، والحاكم 2/58، وصححه ووافقه الذهبي والهيثمي في مجمع الزوائد 4/110 والدار قطني في السنن 3/77، 4/227،228، والشافعي في مسنده/ وابن عبد البر في التمهيد 10/230 وهو في إرواء الغليل ، رقم 896، وجزم الشيخ ناصر الألباني بصحته كما أورده في الصحيحة رقم 250.

قال المناوي في فيض القدير 6/431:

(لا ضرر) أي: لا يضر الرجل أخاه فينقصه شيئاً من حقه، ولا (ضرار) فِعَال بكسر أوله أي: لا يجازي من ضره بإدخال الضرر عليه بل يعفو، فالضرر فعل واحد، والضرار فعل اثنين، أو الضرر ابتداء الفعل والضرار الجزاء عليه والأول إلحاق مفسدة بالغير مطلقاً، والثاني إلحاقها به على وجه المقابلة، أي كل منهما يقصد ضرر صاحبه بغير جهة الاعتداء بالمثل, ثم قال: وفيه تحريم سائر أنواع الضرر، إلا بدليل، لأن النكرة في سياق النفي تعم. انتهى .

ومن هذه الأدلة التي تبين منها تحريم الشارع الحكيم لكل ما به ضرر بالنفس أو الغير يُعلَم أن ما اعتاد الناس تعاطيه مما أصله الحل لكنه تبين من أثاره ونتائجه، أن ضرره أكثر من نفعه، يدخل في حكم المحرم شرعاً سواءً أكان التحريم لذات الشيء أو لما يسبب من أضرار.

 ومن ذلك مثلاً : التدخين الذي يذكر الأطباء وهم أهل الاختصاص في ذلك أضراره البالغة على صحة الإنسان من جوانب متعددة ، حتى ليكادون يجمعون على ذلك، وقد بلغ الحال بإدراك مفاسده وأضراره أن منظمة الصحة العالمية تلزم الشركات المصنعة له أن تكتب على غلاف السيجارة تحذيراً من استعماله ونصيحة بتركه وعدم تعاطيه لكونه مضراً بالصحة بل صارت الأنظمة والقوانين في العالم تمنع استخدامه في كثير من الأماكن، لما فيه من إفساد الهواء على الآخرين والإضرار بهم ، احتراماً لحق الغير.

         والواجب على من عنده علم بالشرع إذا عرف من خلال البحوث العلمية الصادرة من أرباب الاختصاص بأن شيئاً ما يغلب ضرره على نفعه، ومفسدته على مصلحته أن يجتنبه ويحذر الأمة منه ؛ لأن ذلك من البيان الذي أوجبه الله سبحانه على أهل العلم.والديار اليمنية قد ابتُلي غالب أهلها بزراعة وبيع وشراء وتعاطي شجرة القات، وقد أوضحت الدراسات العلمية من عدد من الباحثين ما لتعاطيه وزراعته من أضرار بالغة متنوعة، منها دينية ومنها اجتماعية ومنها اقتصادية ومنها صحية ولا ينازع في وجود هذه الأضرار إلا مكابر مغلوب بشهوته أو مأسور بعصبية الدفاع عن عادة مستحكمة في دياره، قد عمي عن إدراك الحق. ونحن نعرف أن هناك من أهل العلم والمثقفين وغيرهم من يتعاطى القات، وأنه سيجرحهم الحديث عن القات بما ينفر عنه، ولكن ابتغاء النصح، وإظهار الحق والحرص على مصالح الخاصة والعامة وانتشال الأمة من الوضع التي تردت فيه ، خاصة وقد انتشر اليوم عند الزارعين استخدام المبيدات الحشرية ذات المواد الكيماوية المضرة بصحة الإنسان ، التي انتشر بسببها أنواع من الأمراض المستعصية.

 كل ذلك يحملنا على أن نقول ما نعتقد صحته، لنتقدم بالنصح لكل مسلم نحب له الخير، ونشفق عليه من أن تلحقه مثل هذه الأضرار، والحق أحب إلينا، وأغلى في نفوسنا من السكوت مجاملة لأفراد أو مراعاة لنفسياتهم.

    ونحن وإن كنا لا نتجرأ على تحريم شجرة القات لذاتها بدعوى أنها مادة مخدرة، كما يقول بعضهم، فهذا مما لا يمكن اقتحامة دون برهان قاطع ، غير أن الأضرار الناتجة عن زراعته وتعاطيه أصبحت معلومة لكل عاقل ، وأصبح من الواجب على العلماء والأطباء والمثقفين وغيرهم من أهل المعرفة ان يتعاونوا على توعية الأمة بمخاطر هذه الشجرة وأن يجعلوا أنفسهم قدوة صالحة يحتذى بهم في الإقلاع عن هذه العادة المستحكمة على كثير من الناس ، اذ لا يتأتى لمن هو أسير لهذه العادة أن يقوم بالتوعية حتى يسبق فعله قوله. ولا ينبغي أن  يقفوا موقف المدافع عن هذا السوء وكأنهم يدافعون عن انفسهم وعن أخطائهم وعن عاداتهم ورحم الله امرأ عرف الحق فلزمه ، وما أظن أحداً ينكر أن جانب المفسدة في القات تغلب جانب المصلحة فيه، وإذا كان الأمر كذلك وجب الاقلاع عنه، والتحذير من تعاطية وزراعته. قال الامام الشوكاني (رحمه الله) في تفسيره فتح التقدير عند تفسير قوله تعالى: (لا تحسبوه شرا لكم) سورة النور ما لفظه : (والشر ما زاد ضره على نفعه، والخير ما زاد نفعه على ضره، واما الخير الذي لا شر فيه فهو الجنة، والشر الذي لا خير فيه فهو النار).

وبهذا يُعلم أن الخير والشر في الدنيا نسبي، وأن الخير المحض إنما يكون في الآخرة، ونحن لا نريد من الزارع أن يقتلعه مرة واحدة، وذلك أن اقتلاعه جملة واحدة سيلحق أضراراً بالزراع الذين أصبحت معظم أراضيهم مزروعة بالقات وأصبح القات مصدر دخلهم لكنه عند صلاح النية وصدق العزيمة والرغبة الصادقة في التخلص منه مع التوكل على الله سبحانه وتعالى في انجاح المقاصد لن يعوز المرء وجود الحل الذي يخلصه من هذا الشر،

خاصة وقد أصبح المزارع يغش الناس ويفسد عليهم صحتهم وحياتهم باستخدام المواد الكيميائية، وهو يعلم ما يلحق الناس بسبب ذلك من اضرار بالغة، كما ان ترك فئات كبيرة في المجتمع لتعاطيه سيكون ايضا من الدوافع التي تحمل المزارع على التوجه للتخلص منه عندما يقل الطلب عليه.

فالمزارع بمساعدة الدولة في إمكانه أن يتدرج في اقتلاع شجرة القات وايجاد البديل النافع لأمته وله ، كالحبوب التي هي مصدر أساسي في الغذاء الذي لا غناء للناس عنه ، ولا تقوم حياة الناس بدونه ، واهمال زراعة الحبوب سوف يسبب كارثة محققة على الأمة إذا أصبحوا عالة في ذلك على أعدائهم الذين يستطيعون التحكم في غذائهم ويضعون عليهم من الشروط الجائرة المجحفة، بل إن الإعداء إذا ما أرادوا أن يفرضوا إرادتهم على الشعوب التي تعيش تحت رحمتهم في جلب الغذاء منهم ، فلن يعجزوا ولا يحتاجون إلى استخدام أي وسيلة قد تكلفهم الكثير من الجهد والمال بل يكتفون بمحاصرة الشعوب عن طريق قطع الحبوب عنها وهذه أعظم كارثة تُمنى بها الشعوب المغلوبة على أمرها التي لا تحسن التفكير ولا تنظر في عواقب الأمور ولا يجيد القائمون عليها حسن السياسة والتدبير لما فيه تحقيق مصالحها ودفع المفاسد عنها.

ومع وجود الرغبة الصادقة من الدولة والمواطنين في استبدال القات بما هو انفع للأمة فإنة لا بد من الارتقاء بالفرد ايمانياً واخلاقياً وايجاد البدائل النافعة التي يقضي فيها وقته بما ينفعة وينفع امته حتى لا يكون البديل أسوأ من سابقة ولا يحتاج إلى التدرج والتوعية المكثفة الهادفة ، وبالله التوفيق .

وقد اعجبت بتوجه الاخ/ عبدالملك بن حسين الحيمي في اختياره موضوع (القات بين الفقه الاسلامي والقانون الوضعي) للكتابه حوله، بغرض معالجة هذه الظاهرة في الوقت الذي سكت الناس عن تناول هذه القضية بتجرد للحق وكمال النصح للأمة حتى يستيقظ الناس مما هم فيه، ويدركوا الوضع الذي تردى بهم في جوانب متعدد وأصبح الأمر مجرد تعصب لعادة أخذت مأخذها في نفوس الناس. والله عز وجل عليم بأنا ما أردنا إلا النصح لإخواننا والاخذ بأيديهم الى ما فيه مصلحتهم في ديهنم ودنياهم ونحن بذلك نقيم الحجة سائلين الله سبحانه وتعالي ان تأخذ هذه النصيحة مأخذها من العقول والقلوب وأن تؤدي ثمارها في الاسترشاد بها، كما نسأله سبحانة ان يهدينا سبل الرشاد وان يختم لنا بالحسنى

سُئل مايو 19، 2019 في تصنيف منوعات عامة بواسطة مجهول
عُدل مايو 6، 2020 بواسطة
رأي الشيخ محمد عبدالله الإمام في القات
سُئل مايو 19، 2019 في تصنيف منوعات عامة بواسطة مجهول
عُدل مايو 5، 2020 بواسطة
رأي الشيخ حسن مقبول الأهدل في القات
سُئل مايو 19، 2019 في تصنيف منوعات عامة بواسطة مجهول
عُدل مايو 5، 2020 بواسطة
رأي الشيخ عبدالمجيد الريمي في القات
سُئل مايو 19، 2019 في تصنيف منوعات عامة بواسطة مجهول
عُدل مايو 5، 2020 بواسطة
رأي الشيخ سالم عبدالله باقطيان في القات
سُئل مايو 19، 2019 في تصنيف منوعات عامة بواسطة مجهول
عُدل مايو 5، 2020 بواسطة
رأي الإمام بن حجر في القات
سُئل مايو 19، 2019 في تصنيف منوعات عامة بواسطة مجهول
عُدل مايو 2، 2020 بواسطة
فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في القات
مرحبًا بك في موقع مرافيم

نسعى لإثراء المحتوى العربي عن طريق النقاش وتبادل المعارف والخبرات بين الزوار في كل جديد ومفيد، نتمنى لكم قضاء وقتاً ممتعا ومفيدا في موقع مرافيم

...