في تصنيف حول العالم بواسطة
عُدل بواسطة

توتر العلاقة بين الامام يحيى حميد الدين وقبيلة حاشد

متصفحي موقع مرافيم ، هذه المقالة تتبع مقالة ذكرناها سابقا وهنا نتابع ما ذكره الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر في مذكراته.

يمكنكم الاطلاع عليها على الرابط التالي: اليمن في عهد الامام يحيى حميد الدين

وفي هذه الفترة أو بعدها خرج الجيش أيضاً على حاشد العلو وبالذات على بني صريم وخارف والعصيمات -أعتقد سنة 1343هـ- من أجل سبب بسيط كان يمكن تلافيه ، لكن مشائخ حاشد تعنتوا ، والإمام يحيى وجدها فرصة ليخرج الجيش عليهم .

وكانت البداية قريتين من عيال سريح  والقريتان مجاورتين لحاشد، اختلفوا مع الشيخ راجح بن سعد الذي كان الإمام يدعمه والقريتان هما قرية المَطْرَد اللذين آخوا بني صريم وقرية صُرَبَات اللذين آخوا خارفاً ، فاحترب عيال سريح وبني صريم وخارف من أجل القريتين ، وكان الإمام يدعم عيال سريح ، وقد حاول الشيخ راجح بن سعد أن يتوسط في هذه القضية لكن حاشد رفضوا وساطته .

تاريخ اليمن, عهد الامام يحيى, المملكة التوكلية اليمنية, بيت الاحمر, قبيلة حاشد, حكم الائمة

فخرج الجيش على حاشد بالمدافع ودارت معارك وبدأ الجيش بضرب قرى الظاهر الأعلى وهي: يشيع والعقيلي وبيت العرمزة والعذرات وغيرها، وكان تركيز الإمام على بني صريم قبل غيرها، لأن فيها مدينة خمر التي تعتبر عاصمة حاشد وهَجَرْها (محل الاحترام ولايجوز الاقتتال فيها) ، وبسقوطها يسهل على الإمام السيطرة على بقية قبائل حاشد ، واستمرت المعركة ، ولم يحتلّ الإمام أي قرية من القرى إلا بعد قتال وضرب بالمدافع ، والوالد وعمي غالب هم قادة المعارك، أما عمي ناصر فقد كان مشغولاً بمراكز نفوذنا في قضاء حجة وكان هذا بداية 1344هـ.

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة

الامام يحيى حميد الدين ينكل بالقبائل

واستمر الإمام بعدها يوجه الجيش بعد الجيش ويُهزمون مرة تلو الأخرى ، فكان أول جيش بقيادة الشريف عبدالله الضُمين وآخرها بقيادة عبدالله الوزير حتى احتلوا مدينة خمر وبعدها دارت معارك حول خمر وعلى أبواب خمر بيت المشرقي وغيره، وعمي غالب كان هناك، وكان معنا مدفع واحد قاوموا به إلى أن وصل جيش الإمام إلى الجراف بعد خمر، والوالد وعمي ومن معهما انسحبوا من بني صريم ونزلوا العصيمات ، فأمر الإمام يحيى قادة الجيش بالتوقف وأخذ الرهائن من بني صريم وخارف ودخلوا تحت الطاعة .

واستمر الوضع ثلاث سنوات تقريباً ، وفي شهر ذي القعدة أو ذي الحجة من سنة 1346هـ تقدم سيف الإسلام أحمد من حجة حيث بدأ بعِذَرْ ، وبعدها العصيمات السفلى، وتوجه للعصيمات العليا التي بيوتنا فيها ، حاول الصعود إليها من مدينة حوث (هي مدينة في محافظة عمران وتقع شمال مدينة خمر) لكنه ما استطاع فاتجه على منطقة وادعة ، وابتدأ الحرب من اتجاه وادعة على حوث وحول حوث ، واستمر المد والجزر عدة أشهر إلى شهر محرم أو صفر من سنة 1347هـ ، حتى أرسل الإمام يحيى وساطة للصلح مع أبناء ناصر مبخوت وأبي معهم ، نفس الشخصيات التي أرسلها في المرة السابقة لأن لهم لدى حاشد مكانة وقبولاً.

وساطات بين الامام يحيى وأولاد الاحمر لإنهاء الحرب على قبائل العصيمات في بلاد حاشد

وتوصلت الوساطة إلى إنهاء الصراع على شرط أن لا تدخل الجيوش بلاد العصيمات العليا نهائياً وأن الوالد وإخوانه يعلنون ولاءهم للإمام ويسلمون ويأتون بالرهائن .

وبعد أن حصحص الحق وأصحابنا استسلموا ، قال لهم كبيرهم عمي ناصر ابن ناصر : قدو الصدق يا أصحابنا ؟ أي: هذه إمكاناتكم وقدرتكم؟  قالوا: نعم ، قال: أما أنا يحرم عليَّ مواجهة سيف الإسلام أحمد أو أبيه وتحرم عليَّ البلاد بكلها. وخرج إلى السعودية .

الشيخ حسين بن ناصر الاحمر

كان مع عمي والوالد جيش من برط من ذو محمد وذو حسين ، ظلوا معهم وقاتلوا حول حوث بقيادة الشيخ علي حسين بن مهفل وناجي بن أحمد الشائف ومعهم مئات من أصحابهم، قاتلوا حتى تمت المصالحة بين الإمام وأولاد ناصر ابن مبخوت ، وكانت الذخائر والحبوب والفلوس وكل المتطلبات من الوالد وإخوته للمقاتلين ، إلى أن انتهى كل شيء حتى إن الشيخ علي بن يحيى بن سيله وكان ممن ذهب مع الوالد إلى وادعة ، عندما وصل مع الوالد وعمي غالب ومشائخ العصيمات العلو إلى سيف الإسلام أحمد في وادعة وكان سيف الإسلام يعرفهم جميعاً فقال سيف الإسلام أحمد: زدنا عليكم ياشيخ علي ، قال الشيخ علي بن يحيى وهو يضحك: والله ما زدت علينا ولو كان في امريش ، حب ما رأيت من هذه الوجوه وجه لكن غلبنا الجوع ، وكان هناك مدفن كبير للحبوب اسمه أمريش .

بعدها ارتفعت الجيوش وبقي الوالد مع سيف الإسلام أحمد، ثم دخلوا صنعاء وسلموا رهينتين للإمام على الوالد وعمي وهما عمي الصغير عسكر بن ناصر وابن عمي حمود ناصر بن ناصر ، أما بقية العصيمات فقد أخذ من كل فخذ رهينة ، وظلوا معظم أوقاتهم في صنعاء حيث كان الإمام يحيى يختلق لهم قضايا ومشاكل كثيرة مثل: أخذتم من حق الدولة الزكاة ، أو عند ناصر بن مبخوت فلوس ، أو عندكم ميراث لبيت صوفان ، أو عندكم ميراث لبيت شويل، وهم أنساب جدي، حتى انتقل كوكيل للعمات يطالب لهن بالورث. وما كانت تنتهي مشكلة إلا وابتدأ بمشكلة أخرى ، وآخرها أدخلنا في مشاكل على مال مع ناس لم يكن لهم أي حق .

ورغم أنه لم تعد هناك أي مقاومة من قبلنا بعد أن وضعت الحرب أوزارها وانتهى كل شيء سنة 1347هـ ، إلا أن العداء والإيذاء والتغريم من قبل الإمام وأولاده ظل مستمراً ، وظل والدي وعمي في صنعاء بما يقتضي ذلك من مصروفات لهم ولمن معهم في الشريعة بشأن القضايا التي كان يختلقها لهم الإمام ، إضافة إلى مصاريف الرهائن ، وهذا أدى إلى خسائر كبيرة تكبدها الوالد وعمي غالب .

وفاة الرهائن عند الامام يحيى حميد الدين

ثم بعد وفاة الرهينتين المذكورين أعلاه في دار السعادة بصنعاء ، سمح لهم الإمام بالعودة إلى البلاد ولكن لم تمض إلا فترة بسيطة وطلبهم الإمام يحيى لإبدال الرهائن المتوفين ومن أجل قضايا ومشاكل اختلقها لهم كالسابق وهي عداوة وإيذاء وحرب استنزاف من قبل الإمام وأولاده بهدف إنهاء المال بعد الحال ، وفعلاً أوصل الوالد وإخوانه إلى حالة بؤس لم يتبق معهم سوى الأراضي الزراعية التي يعتمدون عليها وحتى أراضينا الزراعية لم تسلم من إيذاء الإمام وأولاده ، مثل الأمير الحسن في العصيمات ، ومن كان يدفعهم الإمام يحيى يطالبوننا ببعض أراضينا الزراعية التي ليس لهم فيها حق ، وكانت الإحكام القضائية تخرج لصالحنا والإمام يحيى ينقلهم إلى حاكم آخر .

وظل الحقد على الوالد وإخوانه من قبل الإمام وأولاده ، رغم أنهم قد أجبروهم على تسليم المدفع الذي كان بحوزتهم وسببوا لهم متاعب وغرائم كثيرة سواء من أجل ذلك المدفع والذي سُلِّم ، أو من أجل قضايا أخرى ، ولكن ظل في أنفسهم حقد على الوالد وإخوانه لأنهم لم يصلوا بعد إلى تنحية مكانتهم القيادية في القبيلة ، فواصلوا محاربتهم بوسائل كثيرة حتى إنهم دفعوا من يدعي لعماتي كما أسلفنا -والتي كانت إحداهن تعيش في دار السعادة مع ابنتها زوجة المطهر بن الإمام يحيى ، والأخرى كانت زوجة البدر الذي غرق في الحديدة- من يطالب لهن بإخراج نصيبهن من التركة، وكل ذلك من أجل تشتيت التركة والأراضي الزراعية التي كانت حياتنا معتمدة عليها .

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك في موقع مرافيم

نسعى لإثراء المحتوى العربي عن طريق النقاش وتبادل المعارف والخبرات بين الزوار في كل جديد ومفيد، نتمنى لكم قضاء وقتاً ممتعا ومفيدا في موقع مرافيم

...